حكمة الله تعالى قد تخفى علينا
ثم يقول المصنف: [ولا يلزم من خفاء حكمة الله علينا عدمها]، أي: أن لله تعالى حكمة، ولا يلزم من خفائها عدمها يقول: [ولا من جهلنا انتفاء حكمته، ألا ترى أن خفاء حكمة الله علينا في خلق الحيات والعقارب والفأر والحشرات التي لا يعلم منها إلا المضرة، لم ينف أن يكون الله تعالى خالقاً لها، ولا يلزم ألا يكون فيها حكمة خفيت علينا؛ لأن عدم العلم لا يكون علماً بالمعدوم]، فإذا فعل العبد الشر أو المعصية، فنقول: إن الذي خلق فيه هذا الفعل هو الله، وإن كان شراً، وإن كنا لا نعرف حكمةً لفعل هذا الشر، فيقول الشيخ: نحن لا نعلم الحكمة في خلق الحيات والعقارب، وهي شر، ومع ذلك نقول: إنها من خلق الله، وأيضاً أفعال العباد الشريرة من خلق الله، وقد سبق هذا، إلا أن الشيخ كرره هنا، وذكره كآخر ما يذكره في آخر هذه الفقرة، مع أنه سوف يعود بعد في فقرات قادمة إلى موضوع القدر، ويؤكد مسألة الكتابة، ومسألة وجوب الإيمان بالقدر، وأن الناس لا يملكون من أمر القدر شيئاً.